خير ٌ من الف شهر ..
في علامات و فضل ليلة القدر ...
للسيد تحسين الكليدار الرضوي الموسوي الحسيني
.
نقيب السادة الاشراف الطالبيين في كركوك
رئيس المؤسسة الرضوية الحسينية
؛؛؛؛؛
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ.
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ
شَهْرٍ, تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ
كُلِّ أَمْرٍ ,
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ
الْفَجْرِ.
ليلة عظيمة القدر ، عالية الشأن ، من حاز شرفها غَنِم ، ومن خسرها حُرِم ،
العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر .
يقول الله تعالى فيها :
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ
شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ
أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ .
ليلة القدر ليلة ليست كبقية الليالي ، أجرها
عظيم ، وفضلها جليل ،
قال النبي الجد رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم :
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
وقد بين النبي الجد رسول الله صلى الله عليه
وآله زمانها فقال :
الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ
مِنْ رَمَضَانَ ،
وقرب للناس وقتها ، فقال :
تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ
مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ،
فهي في الأوتار منها بالذات ، أي ليالي : إحدى
وعشرين ، وثلاث وعشرين ، وخمس وعشرين ، وسبع وعشرين ، وتسع وعشرين .
ورجّح علماء الامة أنها تتنقل في هذه الليالي
الوتر ،
وليست في ليلة معينة كل عام ،
قال النووي رحمه الله :
" وهذا هو الظاهر المختار لتعارض
الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها "
.
و عن ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما :
أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبيَّ صلى الله عليه
وسلم فَقَالَ:
يا نَبيَّ الله، إِنّي شَيْخٌ كَبيرٌ عَلِيلٌ
يَشُقُّ عَلَيَّ القِيَامُ،
فَأْمُرْني بِلَيْلَةٍ لَعَلَّ الله
يُوَفِّقُني فيهَا لَيْلَةَ القَدْر،
قالَ: عَلَيْكَ بالسَّابِعَةِ.
وقد أرشدنا النبي الجد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم على أفضل ما نقول إذا وافقنا هذه الليلة ،
فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها
قالت :
يا رسول الله :
أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال :
قولي :
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ
الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي .
ولليلة القدر علامات تُعرف بها ، ثبتت بسنة
النبي صلى الله عليه وسلم ،
ومن هذه العلامات :
العلامة الأولى :
أنها ليلة مضيئة ، فعن واثلة بن الأسقع رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةٌ
بَلَجَةٌ ، لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ ، وَلا يُرْمَى فِيهَا بِنَجْمٍ )) .
العلامة الثانية :
أن ليلتها معتدلة ، لا حارة ولا باردة ،
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي الجد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال : (( لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ ، لا حَارَّةٌ
وَلا بَارِدَةٌ ، تُصْبِحُ الشَّمْسُ يَوْمَهَا حَمْرَاءَ ضَعِيفَةً )) .
العلامة الثالثة :
أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها ، فعن
أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن
الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها .
فالاجتهاد عباد الله في ما بقي من أيام وليالي
من غرة هذا الشهر العظيم ،
علنا نوافق ليلة القدر ، ويكتبنا من عتقاءه.
وننال ما فيها من عظيم الثواب والأجر،
اقتداء بالنبي الجد رسول الله الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وآله وسلم ،
وأن نكثر فيها من الدعاء والتضرع إلى الله
الملك الحق لنا ولإخواننا المسلمين .
وان لا ننسى الفقراء والمساكين واليتامى من
الاحسان اليهم في هذه الايام والليالي العظيمة .
وان لا ننسى حقوق ذوي القربي في مودتهم
والاصلاح فيما بينهم والسوآل عنهم وصلتهم,
وان لا ننسى الجار وصية الروح القدس جبريل ..
وان لا ننسى البر والاحسان وصالح الاعمال في
كل موقف و عمل ,
نسأل الله ان يبلغنا وأياكم ليلة القدر وان
يجعلنا من اهلها ومن قسم له اجرها ,,
وصلى الله على النبي الجد المصطفى وعلى آله
وسلم.